غير حجم خط المدونة
+ + + + +

السبت، أكتوبر ٠٨، ٢٠١١

مُذكرات كُتب.... (1)

"الكُتب الممنوعة في عهد مبارك"
 --------------------------------
عهدٌ قد مضي ، عاشت مصر فيه قدر كبير من القهر والإستبداد، إندثرت العديد من الأشياء القيمة ، اختفى معها أصحاب العقول المتفتحه والمستنيرة ومنهم من ظل صامداً أمام هذا الطوفان...
في ظل عهد الرئيس السابق- محمد حسني مبارك- اختفت العديد من الكتب القيمة والصحف الناطقة بالحقيقة المُُُُُُُرة التي لم يستشعر مراراتها سوى الفاسدين في ذلك النظام، في ظل هذا العصر البائد إنتشر شعار قد مضى عليه الزمن ألا وهو"  الرئيس لم يقصف قلماً" وهنا أتعجب كثيراً فـ هناك المئات من الأقلام  قُصفت في ظل هذا العصر المُعتم ...
كان كل من لديه القدرة على نشر الحقيقة وفتح ملفات الفساد أمام أعيُن الشعب ، كان يتم دفنه حياً ، -دفن إبداعاته وتحقيقاته -رغم عصر الحرية الذي كُنا نظُن أننا نعيش فيه ولكنها أُكذوبة إخترعناها لتسير المركب في هذا البحر الضحل ؛ لكن البحر قد فاض وانقلبت معه ذكريات الاُُدباء المثقفين المهدور حقهم في ظل هذا العصر الذي بتر العديد من الأعمال الإبداعيه الهامة في تاريخ مصر ..
بدايةً كانت هناك العديد من الكُتب الممنوعة من النشر أثناء تلك المرحلة ولكل كتاب قصه؛ إذا تعمقت فيها تعيش مأساة كِتاب إبداعي تم دفنه ....
 وفي هذا التحقيق سنتناول أغلب تلك الكُتب التي تم منع نشرها خلال  ثلاثين عاماً أي خلال ثلاث حُقب زمنية وسرد حكايات منع نشرها وحكايات كُتاب هذه الكتب المعدومة وسنبدأ بـ أول مجموعة من الكتب الممنوعة .....

 من أبرز هذه الكتب الممنوعة في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك :-
1-كتاب" الحجاب:- وهو أحد الكتب الهامة التي مُنعت من النشر في ذلك العصر نظراً للصداقة الموجودة بين – حسين سالم – والرئيس السابق حسني مبارك،وذلك لأن الكتاب تناول عرض الحروب السرية للمخابرات الأمريكيه خلال الفترة بين عامي 81 و 87 ؛ وقد ذُكر إسم حسين سالم في هذا الكتاب  مما أدى لإصدار تعليمات تمنع دخول الكتاب إلي مصر، حيث تمت الإشارة فيه إلي حسين سالم الذي أسس شركة بإسم" الأجنحة البيضاء" في أوروبا وكانت مهمة هذه الشركة تجارة الأسلحة كغطاء للرئيس حسني مبارك  ، والجدير بالذكر أن مؤلف هذا الكتاب ليس مصرياً بل هو الكاتب الأمريكي الشهير – بوب وود ورد –  ونلاحظ هنا أن هذا النظام لم يفرق بين كاتب مصري أو أجنبي ولكن؛ كل ما كان يهمه هو ستر المكشوف بـأي وسيلة ممكنه ، وقد حاول بعض ناشري الكُتب الإلكترونية شراء الكِتاب من أحد المواقع الشهيرة وهو موقع –أمازون- لطباعته  وتداوله في مصر ولكن تم تلقييهم تحذيرات أمنية شديدة اللهجة تمنع نشر الكتاب..
2- كتاب " فرسان تحت راية النبي":- وهو أحد الكتب التي مُنعت من النشر للدكتور/ أيمن الظواهري القيادي في تنظيم القاعدة، وقد مُنع هذا الكتاب نتيجة تأريخه للحركة الإسلامية خلال السبعينات والثمانينات وذكره للمعاملة الوحشيه من قِبل نظام مبارك للإسلاميين وطريقته في مواجهتهم ؛ومن المعروف أن القيادي أيمن الظواهري كتب العديد من المؤلفات والتي كانت تُعتبر ممنوعة من التداول في مصر ، نتيجه كشفه للكثير من المساوئ في النظام السابق...
ومن أحد مؤلفاته أيضاً كتاب" مصر المسلمة بين سياط الجلادين وعمالة الخائنين" وهو كتاب أختص بذكر إتهام صريح للنظام السابق بالعمالة والخيانة.
وأيضاً كتاب" الكتاب الأسود: قصة التعذيب في عصر حسني مبارك" وفي هذا الكتاب تم عرض العديد من الجرائم الوحشية التي أُرتُكبت في حق أعضاء في جماعة الجهاد ؛وسرد قصص تعذيبهم داخل السجون المصرية في عهد مبارك....
وهناك العديد من الكُتب والمؤلفات الأُخرى للدكتور/ أيمن الظواهري وقد يطول سردها.
- ومن الروايات الهامة التي تمت مصادرتها في ذلك العهد المعتم إحد الروايات التي تحدثت  في مضمونها عن القائد الليبي " مُعمر القذافي"!!...  والغريب أن نظام القذافي هو الذي أمر بمصادرتها بعد زيارة الرئيس السابق –محمد حسني مبارك – إلي ليبيا ونرى أن المصادرة هنا هي رمزاً للمجاملة ولا يمكن فهمها بــغير ذلك !!
 وكانت الرواية بعنوان- الزعيم يحلق شعره- وهي إحد روايات الكاتب النوبي الراحل/ إدريس عــلي؛ وهي رواية تناول فيها كاتبها سنوات عاشها بداخل ليبيا عندما كان يعمل بها؛ وسْرد فيها حكايات وتجارب العديد من المصريين الذين عملوا بداخل ليبيا في فترة السبعينات إلي بداية الثمانينات ،ولكن السبب الأساسي في مصادرتها كان هو عنوان الرواية الذي كان يظن البعض أنه يشير إلي شخص القائد الليبي -معمر القذافي-  والتعليق على أسلوبه الذي يمتاز بالغرابة والفُكاهه في أغلب الأحيان،وتحريمه الحلاقه وإجبار كل شخص للحلاقه بنفسه ؛ كم هذا غريب حقاً ...!!
 ولكن كان المضمون المقصود من ذلك العنوان هو التحدث عن سياسة هذا القائد ومواقفه وقراراته البعيدة عن أرض الواقع والتي تكاد تكون متناقضة ....
وهذه الروايه أرى أنه يجب قرائتها الآن في ظل الأحداث الجارية في ليبيا، والتي يعتبر من أهم أسبابها هو القائد الليبي معمر القذافي....
ونلاحظ أيضاً أن هناك العديد من الكتب التي مُنعت في النظام السابق ولم يتم تداولها بصورة رسمية داخل مصر نظراً لخطورتها وتهديدها للأمن العام واستقرار البلاد ؛مثل بعض الكتب التي نُشرت في الجزائر ولم يتم السماح لها بالدخول إلي مصر وهي كالتالي:-
1-كتاب" الإسلام والديموقراطيه" للشيخ علي بن حاج.
2-كتاب"محاسبة الحُكام" للمعارض السعودي محمد عبد الله المسعري، والذي عرض فيه رداً على الفتاوي التي تمنع الثورات وأنه يجب النصيحة السرية عند محاسبة الحُكام، وأن مخالفة ذلك يعتبر دخولاً في باب الفِتن..
3-كتاب"مذكرات حرب أكتوبر" للفريق سعد الدين الشاذلي،وفي هذا الكتاب تم سرد تفاصيل حرب أُكتوبر وحصر الأخطاء التي وقع فيها السادات خلال الحرب؛ وقد مُنع هذا الكتاب في عهد الرئيس الراحل" أنور السادات" واستمر منعه في ظل العهد السابق للرئيس حسني مبارك؛ حيث أنه أظهر الدور الحقيقي والمحدود الذي قام به الرئيس السابق مبارك في حرب أكتوبر.
وأيضاً صُدر كتاب آخر للفريق سعد الدين الشاذلي وهو كتاب"الحملة الصليبية الثامنة"والذي تحدث فيه تفصيلياً عن مساندة الرئيس السابق حسني مبارك لأمريكا في حربها على ليبيا وأيضاً مساعدته لها في غزوها للعراق...
وتعتبر هذه هي أهم الكُتب التي مُنعت من دخول مصر ونُشرت فقط في الجزائر؛ لكن اعتقد أنه حان الوقت ليتم إعادة نشرها داخل البلاد بعد رحيل من هم كانت تلك الكتب بالنسبة لهم مثل – الشوكة في الزور-ولكن دعونا نعيش على هذا الأمل ...
-وهناك كتاب آخر تم منع نشره وكتبه ضابط شرطة سابق وهو "العقيد/ عمر عفيفي" وكان هذا الكتاب
بـعنوان - عشان متضربش على قفاك- وقد يثير عنوان الكتاب رغبتك في الضحك ولكن؛ إذا تعمقت بداخل أركانه تكتشف حقائق يعرضها ذلك الضابط لكيفيه التعامل مع الشرطة ،ويعرض الكاتب مجموعة من الحقوق القانونية للمواطن المصري مع عرض مجموعة من الأسئلة والأجوبة المتعلقة  بكيفية التصرف في كل موقف قد يصادفك سواء تفتيش (سيارة-منزل... إلخ) ، أو في حالات الإعتصامات والتظاهُرات السلمية ...
ولا أعرف ماهو السبب الحقيقي وراء عدم نشر الكتاب رغم أنه إرشادي من وجهة نظري للمواطن البسيط ليعرف ما له وما عليه من واجبات تجاه الوطن ، ولكن اعتقد أن النظام السابق كان لديه ظروفه الخاصة لمنع نشر الكتاب !! ..
--
وتعتبر هذه الكُتب هي مقتطفات بسيطة لعدد كبير من الكُتب التي مُنعت في عهد مبارك؛ وسيتم تناول باقي الكُتب تباعا في الحلقات القادمةً...
                                                                                                                               يُتبع..........

ملحوظه: هــذا -المقال- نُــشر لي في  العــدد الأول مــن مجلة البــوسطجي....





0 التعليقات:

إرسال تعليق

Template by:

Free Blog Templates

;
Source : http://fr3st.blogspot.com/2012/05/add-shareaholic-sassy-bookmarks-to.html#ixzz1vjUMqRHf