غير حجم خط المدونة
+ + + + +

الثلاثاء، سبتمبر ٠٦، ٢٠١١

أكيــد بـُـكره أحــلى !



بدايةً كده.. ما أحلى كلمة بكــرة أحلى .. هكذا بدأ الواحد المتفائل جداً مشواره الطويل في يومه التعيس جداً... وده كله بسبب ان بكرة أحلى..
في الأول استيقظ هذا الرجل المتفائل جداً من نومه باكراً  وعلى شقشقة العصافير، استيقظ ومافيش صوت عربيات أنابيب ولادوشة الجيران ولا حاجة!! ولأنه عنده روح التفاؤل والدُعابة وحس المرح استيقظ بإبتسامة عريضة على وشه بينت أسنانه ناصعة البياض، وصبْح على كل عائلته الكريمة بـــصباح" بكرة أحلى "، ثم ارتدى هذا الرجل ملابسه مسرعاً وتدحرج على سلالم العمارة لحد ما وصل لعربيته الفخمة جداً ، ولسوء الحظ بالنسبة لأي واحد تاني ولكن من حسن حظه هو وجد عربيته مخبوطة خبطة تمام، ولأنه حقاً متفائل راح قايل: حصل خير .. إن شاء الله تتصلح وبكرة أحلى....
وقرر هذا المتفائل أوي أنه يركب مواصلات الناس الغلابة،وفي منظوره هو شايف أن أكيد بكرة أحلى وأكيد هيلاقي المواصلات رايقة و مافيش زحمة وأكيد مش هيغني زحمة يا دنيا زحمة.. !! ،أصل بكرة أحلى.
ترجل هذا الرجل سيراً على الأقدام وياريته ما ترجل!! ، ونلاحظ أن هناك فرقاً بين ترجل واسترجل واشرب بريل.. وده نظراً ان برضو بكرة أحلى في مجال الدعاية والأعلان....
نرجع لمرجوعنا وهو أن هذا الرجل المتفائل جداً وهو ماشي في الشوارع النظيفة جداً بنظافة القطنة مبتكدبش ، أتكعبل في طوبة صغيرة لدرجة توقع عربية!! ووقع على الأرض وبكل سرور قام ونظف هدومه وقال للناس : يا جماعة مافيش مشكلة أصل بكرة احلى إن شاء الله وأكيد هتتشال الطوبة في يوم من الأيام ...
وفي مسيرته لركوب الأتوبوس... وليس الأتوبيس فهناك فرق شاسع بين الأتوبيس الرايق اللي بيغنوا فيه " وبحب الناس الرايقة اللي بتضحك على طول " والأتوبوس المزدحم جداً لدرجة أنك لما ترمي الأبرة في أرضيته تروح شكاك !!
في تلك المسيرة السعيدة تزحلق المتفائل الغلبان  ووقع في بركة من المياة الراكدة والنظيفة حقاً لأنها مياة الصرف الصحي التي وبكل فخر واعتزاز امتلئت بها الشوارع والأزقة والطرقات...ومع ذلك قام الرجل ومسح بكلينكس "منديل" هدومه وبكل سعادة وسرور راح ضاحك وقايل... لعله خير .. الدنيا فيها أحلى وانا حاسس ان قريب أوي هيصلحوا المواسير دي والشوارع هتكون أجمل وأكيد بكرة أحلى...
وعند وصول الأتوبوس ركب الرجل وياريته ما ركب... لأنه عند وصوله لمحطة الأتوبيس شعر أن الحياة هتكون جميلة بداخل هذا الأتوبيس والتكييف يملء المكان ... ولكن لحسن حظه ركب الأتوبوس  الممتلئ جداً إمتلاء علبة الفول المعلبة!! ... قد ايه الدنيا كانت بــراح لدرجة الزنقة والجو حر والرائحة عطرة ،وقد إيه الراحة والطمأنينة موجودة في المواصلات ،وقد إيه مافيش زحمة ولا حتى عربية تعاكس عربية وكأن الموجة بتجري ورا الموجة عاوزة تطولها !!! وقد إيه مافيش حوادث وهناك تنظيم في المرور والحمد لله الإشارة حمراء اللون .... ورغم كل ما شافه الرجل المتفائل في هذا الأتوبوس والشوارع الفارغة...!! إلا إنه عند وصوله لعمله ونزوله من الأتوبوس ضحك للسائق  هو يتصبب عرقاً وقال له: حقيقي أنا متفائل اصل يا صديقي بكرة أحلى !!!
وعندما وصل الرجل المتفائل إلي العمل بدري جداً استلم هذا الخصم البسيط جداً لأنه طبعاً وصل بدري جداً جداً ، ابتسم لزملائه ونظرة الحب في عيونهم ماهو اصله أخد خصم ... وقالهم: حاجة بسيطة يا جماعة اللي يجي في الريش بقشيش!!... وأنا متأكد أن بكرة أحلى.....
ومع استمرار أسطوانة التفاؤل المخبوطة اللي حاسس بيها هذا الرجل... استلم شغله وفي سكون تام وكل واحد شايف شغله.. ولا في كوباية شاي ولا جرنال على إي مكتب!! لدرجة الإتقان في العمل والذمة والضمير ،استمر الرجل في العمل و منظوره للتفاؤل حبة حبة بيتلاشى وكأنه في عالم تاني وهنا بيحضرني أغنيه" أنت اكيد من عالم تاني مافيهوش بشر "... ولكن صحوة التفاؤل جاتله وقال معلش لسه في كتير حلو واكيد بكرة احلى....
وفي لحظة سرحان وتوهان فكر هذا المتفائل في حاله أيام زمان ... وقال قد إيه بكرة أحلى في بلد أحوالها بايظة، وقد إيه كنت مغفل لما بنيت أهداف ومافيش أرض صلبة، وقد إيه مافيش أمل رغم العمل والذمة صافية...
واستمر الرجل في السرحان لدرجة الأحباط ، لحين موعد خروجه من شغله... وفي مسيرته لرجوع منزله السعيد جداً، عاش نفس مشواره الفني الجميل أثناء ذهابه للعمل،ولكن عند عودته لعمارته وجد عربيته مش موجودة !! وعند النظر لوشه هتلاقي حاجبين على هيئة رقم 11 وعلى شفتيه إبتسامة غريبة وبها روح الملل والغيظ والألم وفي سخرية
ضحْك وقال: ...أنا متشائم جداً وصدقووووووووووووني ... أكــــيد  بالحــال ده بكــرة أحلى!!!!!!
وده كان يوم من الأيام الكتيرة لإنسان ومواطن كل حلمه يعيش في إستقرار وراحة وأمان،عايش بنظرة تفاؤل أنه أكيد بعد كل لحظة وحشة في لحظات تانية حلوة وكل حياته مبنية على مبدأ أن بكرة أكيد أحلى ، طول عمره عايش بيحلم بـــبيت جميل يضم عيلته، وفي طموح وهدف نفسه يوصله، وبـــراحة في المواصلات وبـــبلد فاضية مفيهاش زحمة... وبذمة وضمير وخوف من عقاب ربنا في الدنيا قبل الآخره.....
ولكـــــــن حلم هذا الرجل المتفاؤل ورغبته في الشعور بالسعادة ... تحول الي كابوس وشعور بأن رغم أن بكرة أحـــلي بس للأسف بكرة ده لسه مجاش وياعالم هيجي أمتى!!
وفي النهاية صدقوووووووووني أنا .. بكرة أحلى !!!
ملحوظة: هذا المقال كُتب قبل ثورة 25 يناير
اتمنى أن يكون بكرة أحلى فعلاً

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Template by:

Free Blog Templates

;
Source : http://fr3st.blogspot.com/2012/05/add-shareaholic-sassy-bookmarks-to.html#ixzz1vjUMqRHf